ترجمة خاصة - شبكة قُدس: اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي شالوم يورشاليمي أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس أضاعا فرصة مهمة حين خرجا بتصريحات متعجرفة فور إعلان حركة حماس موافقتها المبدئية على المبادرة المصرية-القطرية الخاصة بصفقة تبادل الأسرى. فبدل أن يلتزما الصمت ويعملا على إنجاز الاتفاق بهدوء، أطلق نتنياهو تصريحات عن أن “حماس تحت الضغط”، بينما أضاف كاتس أن قبول الحركة بالبحث في الصفقة جاء نتيجة خشيتها من نية إسرائيل احتلال غزة.
يورشاليمي رأى أن مثل هذه التصريحات لا تقرّب الصفقة بل تبعدها، لأن أي إشارة من جانب الاحتلال إلى أن حماس خضعت تحت التهديد ستدفع الحركة للتشدد. وبرأيه، فإن نتنياهو وكاتس وفّرا لحماس ذريعة لرفع سقف مطالبها من جديد، حتى لو كانا يحاولان إقناع جمهور اليمين بأن سياستهما وحدها هي التي تجبر الحركة على التراجع.
المحلل أشار إلى أن السلوك الاستفزازي لنتنياهو وكاتس يثير تساؤلات: هل يفضلان غزو غزة على تحرير عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، رغم معارضة قيادة الجيش ورئيس الأركان للخطة؟ فالحكومة مررت هذا القرار “المجنون”، بحسب وصفه، متجاهلة تحذيرات المؤسسة الأمنية. وأضاف أن من يريد فعلًا صفقة عليه أن يطفئ المحركات ويتوقف عن التفاخر الإعلامي حتى ينجز الاتفاق.
أما عن مواقف قادة اليمين المتطرف، فأوضح أن الاعتراضات التي يطلقها بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ليست ذات وزن حقيقي، إذ لن يجرؤا على إسقاط الحكومة. فقد سبق أن عارض سموتريتش صفقة الأسرى الثانية ولم ينسحب، فيما يتأرجح بن غفير بين الانسحاب والعودة، لكن توازن القوى داخل الكنيست يمنح نتنياهو قدرة على تمرير الصفقة متى أراد.
مصادر مقربة من نتنياهو نقلت عن الأخير تمسكه بخطاب متناقض: فهو يطالب بالإفراج عن جميع الأسرى وفق “شروط الكابينيت”، أي استسلام حماس التام وخروجها من الأنفاق رافعة الراية البيضاء، وهو ما لن يحدث أبدًا. في الوقت نفسه يسرّب مقربوه أن صفقة “جزئية” قد تكون ممكنة، بحيث يتم تحرير عشرة أسرى مقابل هدنة قصيرة ثم استئناف الحرب بعد ستين يومًا.
يورشاليمي خلص إلى أن نتنياهو يعرقل أي تسوية جادة لأنه يفضّل استمرار الحرب لاعتبارات شخصية وسياسية: فهو يخشى من قيام حكومة بديلة تشكّل لجنة تحقيق رسمية بحقه، كما يخشى من تداعيات محاكمته الجنائية. لذلك يختبئ وراء ذرائع مثل معبر فيلادلفيا أو السيطرة على رفح وغزة بأكملها لتفجير أي اتفاق. وبذلك يبدو أن نتنياهو يريد أن يخوض انتخابات وهو في قلب الحرب، معتبرًا أن بقاءه السياسي مرهون باستمرار المعركة لا بإنهائها.